أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جلال البعشيقي - مراحل الخلاف في الديانةألإيزيدية بين رجال الدين وشيخ العشيرة والمثقفون















المزيد.....

مراحل الخلاف في الديانةألإيزيدية بين رجال الدين وشيخ العشيرة والمثقفون


جلال البعشيقي

الحوار المتمدن-العدد: 2940 - 2010 / 3 / 10 - 19:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان جميع أبناء جلدتنا في الزمن الماضي هم من المناصرون علي أن تكون القيادة لأبناء هذا الدين بيد رجال الدين داخل المجتمع العشائري وكان الجميع يعطي صبغة قدسية لكل تصرفات رجل الدين مهما كانت وكان لدور شيخ العشيرة دور فعال لإعطاء هذه الصبغة كم خلال توجيه رجال العشيرة على أن رجل الدين هو الدين بعينة وكل ما يقوله هو الصحيح وكل خلاف مع رجل الدين هو خلاف مع ( الله ) والخلاف مع ( الله ) هو الكفر بحد ذاته لذا كان الكل يعمل من اجل إرضاء رجل الدين وكسبه خوفا من المجهول الذي ليس له تسمية عندهم... أن كثير من رجال ديننا في تلك الأزمان كانوا أميين والقليل منهم من عرف التعليم لربما لظرف خارج أرادتهم مع هذا كان يقحمون نفسهم في كثير من مسائل المجتمع لقد كان لهم بعض النجاحات كما كان للفشل الجزء الأكبر

ولكن بعد التقدم الذي حدث في القرن (الواحد والعشرين)ومن خلال هذا التقدم الذي حدث تطور في الفكر البشري بشكل عام وبناء جلدتنا بشكل خاص هذا الفكر الذي كان مشبع بقيم العشيرة وتقاليد رجل الدين .... ونتيجة هذا الوعي الفكري تم فرز الاختلاط الذي كان امتزج فيه فكر رجل العشيرة وفكر رجل الدين إذ كان الكل يعتقد أن شي صادر من رجل الدين هو منزل عليهم بحد ذاتهم من خلال تعامل رجال الدين للعامة بمبدأ (((نفذوا ولا تتناقشوا ))) في وقت كان رجل الدين يحاول الخلط بعقلية مع فكر العشيرة والتي كان يعتبرها حصيلة ومعرفة قوية ولكن هذه المعرفة لم تتجاوز حدود القرية والعشيرة..لقد كان فكر رجل العشيرة هو المنقذ لأبناء العشيرة حسب اعتقادهم ولا خلاف على ذلك. ونتيجة الفرز لمآتم اختلاطه بين شيخ العشيرة ورجل الدين حدث نوع من الانفصال بينهم وهذا الانفصال فتح الباب ومنح الفرصة إلي فيئه ثالثة بين أبناء جلدتنا تختلف في تفكيرها وعقولها عن الفئتين السابقتين اللذان بدء يضعفان من خلال التحدي والصراع نتيجة لتغير فكر أبناء جلدتنا الذي كان مشبع بفكر شيخ العشير ة المتلبس بلبوس الدين إلي فكر الثقافة وتسمية الأشياء كما هي وليس كما كانت تفرض حيث كان يقال إلي (الأسود ابيض والي ألأبيض اسود ) أن ظهور النخبة المثقفة الواعية المتعلمة من أبناء هذا الدين الذي يعمل علي توضيح الحقائق ووضع الشيء المناسب في المكان المناسب هذا لا يعني إلغاء دور رجل الدين دور رجل العشيرة بل أعطة هذه النخبة لنفسها الحق في الدخول في الخلاف الذي دب بين الفئتين السابقتان اللتان لم يقدمان لأبناء هذا الدين أي شيء خلال مراحل اتحادهم الطويلة .. أن هذه النخبة هي بلا قدسية دينية أو قبلية..أن هذه النخبة تحمل فكر ومعرفة وقناعة في تجاوز الأخطاء التي وقع فيها سيخ العشيرة ورجل الدين الذي لا يقبل ابسط أساليب المناقشة والحوار لأنه متعلم أن يسمع فقط كما هم اكبر من فكر رجل العشيرة الذي لا يصلح إلا إلي زمانه .. ليعرف الجميع أن ظهور هذه لا يعني التجاوز علي الدين ونصوصه ولا القفز فوق ثوابته ...بل وضع أمام نصب عاينهم لما يحدث لأبناء هذا الدين من جميع الجوانب خلاف نظرة رجل الدين الأحادية الجانب . والمصلحة الخاصة لشيخ العشيرة..... أن ظهور هذه النخبة المثقفة هم ليس من كوكب أخر ولا أبناء ديانة آخري بل هذه النخبة تحمل في (حينها) الجديد صفات كل الفئتين السابقتين التي أفرزتا بفعل الحراك التاريخي والطبيعي والحضاري. علي الجميع أن يعرف أن هذه النخبة إذا ما فر لها الجو المناسب من خلال عدم الخوف من المجهول والمعلوم ستكون المدافع الأكبر عن أبناء جلدتهم ووضع مصلحة هذا الدين فوق جميع المصالح سيكون لهم النجاح لان يدرك هؤلاء أن الدين ليس كل ما يقوله رجل الدين وان القيم المتوارثة والجيدة ليس بالضرورة أن تطبق في زمن شيخ العشيرة بل ستكوم موضع احترام من قبل هذه النخبة لان الشعوب التي ليس لديها مورث تراثي وقيم تاريخية هي شعوب حديثة التكوين وبما أن الديانة الايزيدي أقدم الديانات حتما هذه النخبة ستعتز بهذه القيم والتراث والفلكلور وإعطاء حقه في الوجود بشكل علمي وعملي بل الاعتزاز بيه .كما نجاح هذه النخبة يأتي من خلال انخراط الشريحة المثقفة من الشباب اللذين أفاقوا من جبروت رجل الدين ومن سلطة شيخ العشيرة .. علي هؤلاء إعادة وجه الجميل لهذا الدين الذي يحمل في نصوصه كثير من الثوابت الإنسانية ومبدأ احترام الأديان الاخري بعد أن تم تشويه صورته من قبل الفئتين السابقتين كما عليه أن يشرحوا ويعرفوا لأبناء جلدتهم أن الدين هو سلوك وأخلاق وقيم إنسانية ومبني علي قول الحقيقة وعمل الخير إلي جميع الإنسانية علي الكرة الأرضية كما علي هذه النخبة المطالبة بتوحيد نصوص هذا الدين في كتاب واحد وفي أكثر من لغة من اجل فهم هذه النصوص ودرستها من قبل الجميع وستكون هذه النصوص مصدر الدفاع عن هذا الدين.. أيها الإخوة لقد ذهب زمن رجل الدين الذي لا يقبل النقاش والتحاور ولا نحتاج إلي رجل دين يملك صكوك (الغفران) ومن هنا اكرر دعوتي إلي إنشاء مدرسة دينية لأبناء رجال ديننا العظيم من اجل تخرج رجال دين يفهمون الدين بشكل امثل وعلمي وأكاديمي وخلق رجال دين يقبلون النقاش والتحاور وإقناع الآخرين وأبناء جلدتنا بهذه النصوص الفذة

على جميع رحال الدين أن يعرفوا أن الدين بحر من العلوم مهما امتلك منه لا يتعدي بضع أمتار عن (الجرف) كما علي جميع المثقفين الوقوف مع رجل الدين المتعلم والمثقف نعم هناك رجال دين متعلمين ومثقفين هذا لا يمكن إنكاره وهؤلاء الرجل قد قدموا خدمة كبيرة وجلية لأبناء هذا الدين



أيها الإخوة أنا ( وأعوذ بالله من كلمة أنا ) كتبت هذه السطور ليس حقدنا علي رجال ديننا الأفاضل وللذين ليس هم السبب بما كانوا علية لربما كان للزمن أحكام جعلهم في هذه الوضعية و لربما كان هذا الشيء كان لصالح الدين .. ولا يوجد لدي حقد على رجال عشائرنا الأفاضل لاربما كان دور للزمن في جعلهم يمارسوا هذا الشيء

وأخيرا اقدم شكري واحترامي إلي جميع رجال الدين اللذين تمكنوا من حفظ هذه النصوص والمحافظة عليها في صدورهم الواسعة وإيصالها لنا برغم الاضطهاد والتعسف والقتل الذي كان لهم دوما وفي جميع الأزمنة والأمكنة وسيبقي مكانهم خالد مهما تخرجا من رجال دين مثقفين لا نهم هم من ضحوا من اجل بقاء نصوص هذا الدين إلي هذه اللحظة التي كتب المقال فيها



#جلال_البعشيقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية: والاهثون وراء الاصوات والمتسولون لها


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جلال البعشيقي - مراحل الخلاف في الديانةألإيزيدية بين رجال الدين وشيخ العشيرة والمثقفون